خلفيّة تاريخيّة (قليل من التّاريخ)

“من المبنى إلى البيت، من السّكن للحارة، من الجمهور للجماهير”

حاييم تسيپوري- مؤسس شركة المراكز الجماهيريّة

لقد تشكّلت الفكرة الأساسيّة للمركز الجماهيريّ أثناء البحث عن طرق حديثة لتسريع المتغيّرات الإجتماعيّة في المجتمعات الّتي قيد التّطوير، وفي مجموعات سكنيّة مستضعفة. تبلور المشروع عام ١٩٦٩ بمبادرة وزير التّربية والتّعليم، زلمان أرن.

قام أرن بفحص فكرة المراكز الجماهيريّة بمنحيين متوازيين: حيث أوعز إلى د. يعل پوزنر، مسؤول مديريّة التّعليم في وزارة التّربية والتّعليم والثّقافة، بإقامة لجنة لفحص الموضوع؛ وأوعز أرن لحاييم تسيپوري، مسؤول وحدة الثّقافة في الوزارة، والمسؤول عن موضوع تقليص الفجوات وميسّر مؤسّسة “الفنّ للشعب אמנות לעם״، لفحص وجود نشاط ثقافيّ واجتماعيّ في البلدات قيد التّطوير وماهيّة هذه النّشاطات. لقد منح اللّقاء بين الإثنين (أرن وتسيپوري) الدّفعة الكبيرة والأكثر أهميّة لإقامة وتطوير المراكز الجماهيريّة في إسرائيل.

بعد أن أقرّت اللّجنة بضرورة تفعيل المراكز الجماهيريّة، جاء السؤال حول كيفيّة عمل هذه المراكز من النّاحية التّنظيميّة. لقد رأت اللّجنة أن على كل مركز التّطوّر والتّقدم وفقًا لشروط المكان الخاصّة به، وعليه فقد أوصى أعضاء اللّجنة بإقامة إدارات محليّة لكل مركز، وتقوم هذه الإدارة بإقرار السياسات الملائمة. أمّا بما يتعلّق بالتّنظيم القطريّ، المسؤول عن الإدارات المحليّة، أقترح بأن تقام شركة حكوميّة، والّتي تعمل ضمن مجلس إدارة، حيث يتشكّل هذا المجلس من أعضاء ممثلين عن جهات وفئات مختلفة في الدّولة والمجتمع، ويكون هذا المجلس هو المسؤول عن إدارة المركز وتشغيل الموظّفين.

لقد لخّص تسيپوري عمل لجنة پوزنر، ومن خلال ذلك شرح الاستخدام اللّغويّ المستمرّ لكلمة “متناس - مركز جماهيريّ”، رغم أنّ مجالات عمل ونشاط المراكز الجماهيريّة تغيّرت على مدار السّنين:

“ تبلورت أنماط (عمل المركز الجماهيريّ ؟) العمل في اللّجان المختلفة وبمساعدة المستشار القضائي للحكومة عام ١٩٦٩، عام تأسيس الشّركة. وبشكل طبيعيّ، اختيرت د. پوزنر لرئاسة مجلس الإدارة. وحينها تقرّر الإسم الإسرائيليّ للمركز الجماهيري - متناس- والمشتق من الاسم الرّسميّ الطّويل- مركز ثقافة وشبيبة ورياضة، واختير هذا الاسم في بداية المسيرة حيث لم يعرف أحد مصير هذا المركز. بمرور الأعوام، وعندما تطوّرت هذه المؤسّسة وأثبتت أنّها تستحق اسمها كمركز جماهيريّ، فكّرنا في العديد من المرّات بتعيير الاسم، لكنّنا تخليّنا عن هذه الفكرة لأن -المتناس- قد دقّذ جذوره عميقًا في الأرض وأصبح موردًا واسمًا متداولًا، مثل: רמטק״ל أو שק״ם. لقد أثبتت الهيكلة الأساسيّة للمركز نفسها في نجاح غير مستهان به.”

وبناءً على ذلك، فقد تقرّر في شركة المراكز الجماهيريّة على تفعيل خمس نواحٍ إداريّة جغرافيّة. في كل ناحية هنالك مدير وطاقم إداريّ، مسؤول عن التّوجيه والإرشاد والرّقابة على مدراء المراكز الجماهيريّة وعلى الطاقم والإدارة المحليّة، في كافة المواضيع الّتي يتناولها عمل المركز الجماهيري، والحفاظ على تواصل دائم مع السّلطات والمؤسّسات المختلفة في المنطقة.